
منظمة التحرير الفلسطينية في ذكرى تاسيسها التاسع والخمسين

غازي فخري مرار
أمد/ في مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من مايو عام 1964 انعقد المجلس الوطني الفلسطيني الاول في مدينة القدس بدعوة من الاستاذ احمد الشقيري رحمه الله , بعد ان كلفه الرئيس جمال عبد الناصر بالتشاور مع الفلسطينيين في سائر تجمعاتهم من اجل اقامة كيان فلسطيني , وتحرك الاستاذ الشقيري فورا وشكل لجنة التقت بسائر التجمعات الفلسطينية في الوطن والمخيمات والشتات واختارت رموزا وطنية من مختلف الطيف الفلسطيني دون انتخابات , وجاء المجلس الوطني الفلسطيني يمثل كافة الاتجاهات الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدنيي مثل الاتحادات الطلابية والعمالية والمراة والصحفيين والكتاب والفصائل الفلسطينية المتواجدة على الساحة في ذلك الوقت , وشاركنا في الاتحاد العام لطلبة فلسطين في هذا المجلس بحضور المتواجدين منا في القاهرة في ذلك الوقت , وكنت في مهمة في حضور الندوة الطلابية العالمية التى كانت منعقدة في مدينة كرايس تشرش في نيوزيلندا وكان معي اخي شريف الحسيني رحمه الله , وذهبنا في جولة التقينا فيها باهلنا في امريكا الجنوبية والوسطى والشمال الامريكي . فلم نحضر هذا المجلس . اريد هنا ان اذكر بعض الامور الهامة التي اكد عليها المجلس وهي اساسيات اكد عليها الاستاذ احمد الشقيري وبقيت من الثوابت الفلسطينية في عملنا الوطني
اولا :- كانت شعارات المجلس في دورته الاولى : وحدة وطنية , تعبئة قومية تحرير وكان الاستاذ الشقيري كان يتنبا عن انقسامات ستحدث في العمل الفلسطيني فاكد على الوحدة الوطنية , اما التعبئة القومية ولم يقل افلتعبئة الوطنية ايمانا منه بان القضية الفلسطينية هي قضية عربية وتحريرها مسؤلية عربية , اما التحرير فقد شكل الشقيري الدائرة العسكرية التي انشات جيش التحرير الوطني الفلسطيني وقوات التحرير الشعبية , واكد على ان تحرير فلسطين يتم بالكفاح المسلح , هذا ما جاء في الميثاق القومي الذي تم استبداله بالميثاق الوطني بعد ذلك وتم تعديله ليتواءم مع اتفاقات اوسلو وشطب الكفاح المسلح بعد الاعتراف بالكيان الصهيوني ,
ثانيا :- شاركت الفصائل الفلسطينية باستثناء حماس والجهاد الاسلامي التان لم تتواجدا في هذا الوقت , وشاركت كافة القوى الوطنية والاتحادات الشعبية في منظمة التحرير الفلسطينية ابتداء من المجلس الوطني واللجنة التنفيذية والصندوق القومي وهياكل المنظمة ودوائرها المختلفة واسهم الكل الفلسطيني ضمن وحدة وطنية وتوافق وطني , وحققت المنظمة انجازات كبيرة في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها , وتوالت اجتماعات المجالس الوطنية , حتى استقال الاستاذ الشقيري عام 1967 , وتولى الاخ او عمار رئاسة اللجنة التنفيذية عام 69 بعد ان قادت حركة فتح عمليات الكفاح المسلح , واستمرت المقاومة المسلحة وواجهت العدو الصهيوني في الاغوار ومعركة الكرامة وجاءت احداث ايلول فخرجت المقاومة من الاردن الى لبنان وكانت احداث الاجتياح الصهيوني فخرجنا الى الشتات , ودخلنا في حوارات مدريد ثم اتفاقات اوسلو , وهنا حدث التمزق ودخلنا في المفاوضات العبثية وحدث انقلاب حماس في غزه عام 2007 واصبحت المنظمة في وضع محزن , بعد ان تشكلت السلطة الفلسطينية وانشغلنا في القضايا الحياتية بل اصبحت السلطة الفلسطينية بديلا عن منظمة التحرير الفلسطينية .
وفي هذه المناسبة مناسبة ذكرى منظمة التحرير يطالب شعبنا بكل فئاته وكثير من فصائله باعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتكون الاداة النضاليه وحاضنة المقاومة كما اراد لها المؤسسون ان تكون , وهنا ارى ما يلي :
اولا :- لا بد من اعادة الاسس التى قامت عليها المنظمة , انتخاب مجلس وطني فلسطيني دون التذرع باسباب واهية كانتخابات في القدس ونحن نعلم ان العدو الصهيوني لن يوافق على ذلك , ولا بد من مشاركة الفلسطينيين في الشتات بعضوية هذا المجلس وهم يشكلون نصف الشعب الفلسطيني عددا , ويمكن ان يتم المشاركة في بعض الاماكن بالتوافق الوطني كما حدث في المجالس الوطنية المختلفة حتى توقفنا عن اجتماعات المجلس , وبانتخاب مجلس وطني وانتخاب لجنة تنفيذية تتشكل قيادة فلسطينية تقود الشعب الفلسطيني وتصبح مسؤلة عن السلطة الوطنية الفلسطينية , ويتم تشكيل للصندوق القومي الفلسطيني ينتخب مديره العام من المجلس الوطني ويعين اعضاؤه من قبل اللجنة التنفيذية ,
ثانيا :- تنفصل المنظمة انفصالا كليا عن السلطة الوطنية الفلسطينية وتضم الفصائل الفلسطينية وتكون مسؤلة عن تشكيلات السلطة الوطنية التى ستكون خاضعة لها وتدير كافة القضايا المدنية من تعليم وصحة وسائر قضايا المجتمع المدني , وتديرها حكومة موحدة للضفة وقطاع غزه اما المنظمة فتكون مسؤلة عن كافة القضايا السياسية وقرارات السلم والحرب ومتابعة الملفات السياسية الدولية والعربية . وتكون حاضنة للفصائل الفلسطينية التي تعنى بالمقاومة والنضال الفلسطيني بعيدا عن شؤن السلطة الفلسطينية . لا يقبل احد من شعبنا ان تبقى الامور بهذا الشكل في ظل عدوان يستهدف وجودنا شعبا وقضية , علينا ان نعيد بناء منظمة التحرير الفلسطينية , وشرعنة مؤسساتنا لينطلق الجميع ونحشد جهود شعبنا في التصدي لهذا العدو في الوقت الذي يقدم فيه شعبنا تضحيات غاليه من ابنائه ومعاناته وهو يستحق ان يرى ادواته النضاليه قوية تتصدى لهؤلاء الاعداء في وحدة وطنية واداة نضاليه تستحق منا اعادة البناء .
كلمات اقولها وقد سبق ان طالبت بها في كثير من احاديثي , راجيا ان يفرض شعبنا ارادته لنصل لما نصبو اليه من نصر وتحرير لشعبنا ووطننا .