
سقوط الرسميات الفلسطينية "الشرعي" في أول أيام رمضان!

أمد/ كتب حسن عصفور/ ما ان أعلنت العربية السعودية عن رؤية هلال رمضان، سارعت غالبية الدول قبلوها أن يكون السبت أول أيام الشهر المبارك، ومعها بدأت حرك الاتصالات الرسمية والشعبية بالتهنئة، وهي سمة تأخذ طابعا شكليا بين "الموظفين العموميين" (أي كانت مناصبهم من رئيس الى غفير)، فيما حرارتها تزداد بين غالبية الناس خصوصا الفقراء منهم، لاعتبارات ثقافية – مجتمعية وأيضا بدافع الحاجة الاقتصادية.
ولكن، ما لفت الانتباه، غياب "تقليد رسمي" فلسطيني، بأن تسارع الفصائل وممثلي المؤسسات العامة بتهنئة الرئيس الفلسطيني، منذ زمن الخالد المؤسس ياسر عرفات، حتى ما قبل هذا العام مع الرئيس محمود عباس، في مفارقة سياسية أولا، ودينيا ثانيا، حيث يدعون أن شهر رمضان، تسامحا وتواصلا ومحبة وألفة بين القلوب، كلام عام يفترض أن يكون لمختلف مناحي الحياة.
غياب تهنئة الرسميات الفلسطينية بعضها بعضا، والبداية من الفصائل للرئيس، تكشف أن عمق الظاهرة الانقسامية وصل الى حد "النخاع الشوكي" للعقل والجسد، ولم تتمكن بعض القيم الروحية التي يرددونها ليل نهار، بل يحاولون التظاهر بالصلوات العلنية، والتهاني لغيرهم، ولكنهم تناسوا "أولى لك فأولى" تبادل بعض كلمات ربما يكون لها وقع إنساني خاص.
التعامل السياسي الأصم، مع البعد الإنساني في الحياة العامة ينتج بعضا من "كراهية مجتمعية"، بل وقد يذهب البعض الى ممارسة "أحقاد سياسية" مغلفة، فيما تنكسر كثيرا من "التوترات" عبر بعض من تواصل خارج حساب أحرف الكلام.
غياب التواصل الإنساني، المرتبط بالمناسبات الوطنية والدينية، ظاهرة تكشف كثيرا مما تراك من "جفاء وقطيعة" خلال عام، بعدما اعتقدوا جميعهم في القاهرة كما هذه الأيام، ان التلاقي الوطني العام بات حقيقة سياسية، أثر توقيع اتفاق فبراير – مارس 2021، وقبلها في لقاء شهر سبتبمر 2020، هو الأول لما تسمى "القيادة" عبر تقنية "الزووم" بين بيروت ورام الله، أصدروا بيانا "ثوريا" الى حد عدم التصديق.
وكي لا يصبح الأمر تساويا، فالبداية كان يجب أن تأتي من رئيس حركة حماس إسماعيل هنية ورئيسها بالخارج خالد مشعل، وكذا من زياد نخالة أمين عام الجهاد، ونائب أمين عام الجبهة الشعبية أبو أحمد فؤاد، كون الفصائل الثلاثة شكلت بينها "تحالفا ثلاثيا" ثم تشكيل " تحالف ثنائي باطني – حماس والجهاد"، لعل ذلك الاتصال يفتح ثغرة في "الجدار الأصم" داخل العلاقات الوطنية.
بالتأكيد، لن تنهي تلك الاتصالات العمق الانقسامي السياسي، ولكنها تكسر روحه الخاصة بين مكوناته، وكما قال أهلنا الأقدمون بصدق فطري عال، التواصل يكسر الجفاء ويخفف العداء الخاص، خاصة وأن بعضا من البعد الانقسامي له أبعاد "ذاتية" فصائلية وشخصية، بل أن "الحب والكراهية" تتحكم حينا في قرارات مصيرية، تتعلق بالمسألة الوطنية.
حتى عملية إعدام 3 شبان فجر أول أيام رمضان، والتي توحد الكل الفلسطيني منددا ومستنكرا، لم تساعد في كسر "سكون الهاتف" بين أطراف المشهد الفلسطيني العام، وربما كان لقيادي من حركة فتح أن ينوب الرئيس عباس ويتصل بالنخالة حول الحدث، مستنكرا الجريمة وداعيا لعمل في مواجهة العدوانية المتصاعدة، مكالمة كان لها أن تترك أثرا، ولكن الإحساس الوطني بات "حزبويا" وليس وطنيا.
غياب تلك القيم عن أول أيام شهر رمضان، بين "المكونات الرسمية"، ليس سوى تأكيد أن "الانقسامية" لم تعد مظهرا سياسيا، كما يروجون للهروب من عار نكبتهم التي زرعوها، فخدمت مشروع العدو التوراتي – التهويدي، واضاعوا هيبة شعب فلسطين ومكانة قضيته المركزية، بحسابات صغار السياسيين.
يبدو أنهم تعاملوا مع "صوموا تصحوا"، بالصيام عن "تواصل الخير الوطني" صحة لما يعيشون نكبة وطنية عامة!
ملاحظة: متى تتوقف ظاهرة التصوير بالسلاح "الإسرائيلي" ونشرها بعد استشهاد أصحابها...تقدير شهداء الوطن ليس بخدمة قاتلهم..بعض صور تستخدم ترويجا لتبرير ما ارتكب جرما وجريمة..إكرام الشهداء ليس بمظهرية ضارة، بل فعل يعيد لهم كرامة وطن وشعب لتفرح أرواحهم!
تنويه خاص: وبعدين مع قصة ما لم تتوقف دولة الكيان العنصري عن فعل كذا وكذا ستفتح عليها "أبواب جهنم"... الغريب ان بين تهديد وتهديد تهديد والعدو يمارس ما يريد..هو الصوت العالي أصبح قانون فلسطيني خاص..مش هيك يا فصايل....!