
غدر الحُكَّام

محمد حافظ العبادلة
أمد/ عملية تصفية المعارضة ليست جديدة على عربنا، فبالأمس القريب (جمال خاشقجي) بقرار من أعلى سلطة حاكمة.
واليوم المغدور (نزار بنات) على أرض الضفة الغربية وبقرار من رأس السلطة الحاكمة وتقريباً بنفس الطريقة والأسلوب حيث الخطف والتصفية،..
لذلك نطالب بلجنة تحقيق دولية لأن السلطة وأجهزتها هي الجهة الرئيس المتهمة بالقتل.
يبدو أن انتصار سيف القدس لأهل فلسطين الأحرار، خبص المنطقة وأنظمتها وأولهم حكام السلطة الفلسطيني.
بعد فشل جولة السلطة بخصوص الاعمار بغزة وتأجيل حوار القاهرة وقبل هذا كله لفظ الشارع الفلسطيني في القدس والداخل والخارج للسلطة وأزلامها ومن لفَّ لفيفها ضيق الخناق على المقاطعة برام الله.
كان انعقاد الثوري والدعوة للحوار الوطني وحل المجالس المحلية استعداداً للإنتخابات هو تكرار لماضي مؤلم وغير مضمون التنفيذ من رئيس السلطة.
حادثة خطف نزار بنات وقتله من قبل الأجهزة الأمنية للسلطة كان الطرف الآخر للمعادلة على قاعدة ترهيب المعارضة ورسالة واضحة لكل القوى السياسية الخارجة عن نهج السلطة (هذا هو مصيركم).
اغتيال الكلمة الحرة أصعب بكثير من قتل الجسد؛ إذ تنبعث الحياة بقوة في الموروث الثقافي والأدبي للمغدور فور مفارقته الحياة لتحلق روحه الثورية في سماء شرائح المجتمع المستضعفة على أمل الحرية والانعتاق من عبودية الاحتلال والحكام الطغاة.
قتل المغدور (نزار بنات) جريمة بحق كل فلسطيني يحلم بحكم رشيد تسوده النزاهة والشفافية، سيندم كل من اعتقد بقتل نزار أن شعبنا سيتوقف عن محاربة الفساد.
المتورطون بقتل نزار زرعوه في الأرض المقدسة كالزيتونة المثمرة وكرمز وطني لنصرة المظلومين وأصبح ذكره رمزاً ضد السلوك الأمني الفاسد.
انظروا إلى الكذب والسياسة المتجردة من كل القيم والأخلاق التي تمارسها زعامة السلطة وبنفس الوقت تدَّعي الشرعية الوحيدة بتمثيل شعبنا الفلسطيني، الجريمة مسَّت نائب رئيس قائمة الحرية والكرامة بالإنتخابات الأخيرة الملغية في 22/مايو السابق بقرار من رئيس السلطة، فمن يصدق دعواته للحوار الوطني الشامل والدعوة للإنتخابات.
أخيراً أزعم للقاصي والداني أنها آخر أيام رئيس السلطة الفلسطينية وأزلامه في الوطن وسيكون دم (نزار بنات) القشة التي قصمت ظهر الوضع القائم. وإن غداً لناظره قريب.